حيفا- بعد "مبادرة ترمب" لتسوية ممكنة لحرب غزة وبما يشمل وقف الحرب وويلاتها، ومع مرور عامين على بداية الحرب على غزة، تكثر التقييمات للحرب ونتائجها. ومن المفهوم والمبرر أن تقوم أحزاب وفصائل سياسية وعسكرية بإنتاج بيانات النصر، حتى وإن هُزمت واستسلمت، لكن من غير المنطقي أن يقوم مثقفون وأكاديميون بذلك، لأن دروس التجربة تذهب باتجاهين، إما الإمعان في تسويق الانتصار وبالتالي التمهيد لهزيمة أخرى وإما التعلم من التجربة لأجل الانطلاق نحو تجارب ومحاولات مختلفة قد تفضي إلى مستقبل مختلف.
إن ما حصل ويحصل في قطاع غزة هو كارثة إنسانية ووطنية وأخلاقية، ليس هنالك ما يليق وصفه بها غير ذلك، ومركبات الكارثة واضحة للعيان، ولا تبرير لمقولات إن الوقت لم يحن للتقييم. أي تقييم هذا الذي يحتاج لأكثر من آلاف التقارير ومليارات الصور الواضحة والشهادات المبثوثة على المنصات الاجتماعية والشبكات الإعلامية ببث حي ومباشر؟
إن الكارثة واضحة المعالم، إبادة جماعية، قتل جماعي، تطهير عرقي، تحويل البلد إلى مكان غير قابل للعيش الآدمي، من محو للبيوت والأحياء والمؤسسات وقتل للتجارة والاقتصاد والزراعة، وكل أوجه الحياة.