بين إعلان ترمب موافقة "حماس" وإسرائيل على المرحلة الأولى من "خطة السلام" التي قدّمها، وما تعيشه المنطقة من ترقّب مشوب بالأسئلة، يتأرجح المشهد بين أمل بنهاية وشيكة لصراع دام عامين، وخشية من أن يكون هذا الإعلان مجرد فصل جديد في مسلسل التسويات الناقصة.
فرغم تعدد المؤشرات التي توحي بأن نهاية النزاع باتت أقرب من أي وقت مضى، فإن الطريق لا يزال محفوفا بعقبات قد تجعل من خطة ترمب إما "الصفقة التي تنهي الصفقات" أو تجربة أخرى تنضم إلى أرشيف المحاولات الفاشلة لإنهاء سلسلة الحروب الممتدة.
ما المختلف عن المحاولات الفاشلة السابقة لإنهاء الحرب؟
أول ما يلفت الانتباه هو الواقع الميداني للصراع. فبرغم تمسّك بعض المسؤولين الإسرائيليين برؤية تقضي بمواصلة الضغط العسكري، تشير الوقائع إلى أن الجيش الإسرائيلي، بقيادة نتنياهو، استنفد معظم ما في جعبته من خيارات.
فقد ادعى الزعيم الإسرائيلي أن هجوم رفح في عام 2024 سيكون كفيلا بدفع "حماس" إلى طاولة التفاوض. كما راهن على إعادة هيكلة آلية توزيع المساعدات عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المعتمدة من إسرائيل، لإضعاف الحركة ماليا. وحتى الهجوم الجديد الذي نُفذ هذا العام، تحت شعار السيطرة الكاملة على غزة، اعتُبر مؤشرا على اقتراب المهلة من نهايتها.
ومع تصاعد الضغط، لم تتردّد إسرائيل في توسيع نطاق أهدافها، وصولا إلى استهداف قيادة "حماس" في قطر، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها رسالة إلى الدوحة: الحرب لن تتوقف عند حدود غزة، إن لم تتحركوا للضغط على "حماس".
وبينما قد يرى نتنياهو أن الاتفاق جاء نتيجة هذا التصعيد، فإن الواقع يُظهر أن المضي قدما في هذا الاتجاه كان سيتطلب ثمنا سياسيا وعسكريا باهظا، لا يبدو أن إسرائيل كانت مستعدة لدفعه.