بعد سقوط مدينة الفاشر السودانية بيد "قوات الدعم السريع"، تتجه الأنظار نحو الأبيض- المدينة التي قد تحدد مصير السودان. فإذا كانت الفاشر قد أظهرت قدرة "الدعم السريع" على الحسم الميداني رغم الكلفة الإنسانية الفادحة، فإن الأبيض ستكشف ما إذا كان الجيش قادرا على وقف هذا التمدد، أم إن البلاد تتجه فعليا نحو تقسيم لم يعد بالإمكان تجاهله.
لم يكن سقوط الفاشر مجرد سيطرة عسكرية على مدينة استراتيجية، بل كان نقطة تحول ميدانية حملت معها كارثة إنسانية واسعة. فقد تعرضت المدينة لقصف عنيف بالطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، وسقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى. الأسوأ من ذلك هو ما جرى داخل المستشفى السعودي، حيث وثقت منظمات محلية ودولية عمليات إعدام لمرضى ومصابين على يد "قوات الدعم السريع". انتشرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة، كاشفة حجم الوحشية التي طالت المدنيين، ومحولة الفاشر من مدينة منكوبة إلى رمز لانهيار كل الضوابط الأخلاقية والإنسانية في الحرب السودانية.


