يشهد العالم موجة مستمرة من الحروب والصراعات، التي تبدو في ظاهرها سياسية وعسكرية، لكنها في جوهرها تحمل أبعادا اقتصادية وتجارية استراتيجية. يأتي في مقدمها السباق التكنولوجي المحموم بين مختلف دول العالم، ولا سيما في مشاريع الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح اليوم حجر الزاوية لكل القطاعات والمجالات الحيوية.
بات جليا أن الدول لن تحقق طموحاتها ما لم تبنِ قاعدة صناعية صلبة، تؤمّن لها استقلالية تكنولوجية تضمن استقلاليتها التكنولوجية، وتوفر لها التقدم والريادة والأمان في عالم سريع التحولات، حيث صار الابتكار التكنولوجي هو مقياس القوة والقدرة على المنافسة.
تلعب أشباه الموصلات اليوم دور رأس الحربة في المنافسة العالمية عبر مختلف الصناعات، سواء العسكرية أو الطبية أو الاستهلاكية، من السيارات والطائرات الى الهواتف الذكية. وتشكل الرقائق الذكية محور التجاذب الأميركي-الصيني على جزيرة تايوان، الوجهة الأبرز في العالم لصناعة الشرائح الإلكترونية، فيما يسعى العديد من الدول بلا هوادة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في انتاجها واستخدامها.


