فصل جديد من "الحرب على الإرهاب" فتحته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ولكن هذه المرة ليس ضد جماعات جهادية أو قومية، بل ضد حركات يسارية أوروبية، عرفت تاريخيا بمناهضة الفاشية. الخارجية الأميركية صنفت أربع جماعات في ألمانيا وإيطاليا واليونان على قائمة "المنظمات الإرهابية العالمية المصنفة تصنيفا خاصا"، متهمة إياها بالانتماء إلى شبكة "أنتيفا". القرار، الذي وُصف في أوروبا بأنه سابقة دبلوماسية وسياسية خطيرة، أعاد إلى الأذهان سرديات الحرب الباردة، لكن بنسختها الأيديولوجية الجديدة التي تُعيد رسم الحدود بين اليمين الشعبوي واليسار الراديكالي عبر الأطلسي.
وبحسب بيان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فإن التصنيف يأتي في إطار "مواجهة حملة العنف السياسي التي تشنها أنتيفا"، مشيرا إلى أن واشنطن ستستخدم "كل الأدوات المتاحة لحماية أمنها القومي"، وشمل التصنيف كلا من "أنتيفا أوست" في ألمانيا و"الاتحاد الفوضوي غير الرسمي/الجبهة الثورية الدولية" في إيطاليا، و"العدالة البروليتارية المسلحة" في اليونان، بالإضافة إلى "الدفاع الذاتي للطبقة الثورية" اليونانية أيضا.
وتتهم واشنطن هذه الجماعات بالانتماء إلى أيديولوجيات يسارية فوضوية "أناركية" وماركسية معادية لأميركا والرأسمالية والمسيحية، وتستخدم العنف "وسيلة للتغيير الثوري". ووفق تصريحات روبيو، فإن التصنيف يتبعه إدراج رسمي في قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية"، ما يعني تجميد الأصول وحظر التعامل المالي مع أي كيان أو شخص مرتبط بها.
القرار لا ينفصل عن أيديولوجيا إدارة ترمب التي تخوض مواجهة مفتوحة مع ما تسميه "اليسار الراديكالي العالمي". وتوسيع تعريف الإرهاب ليشمل جماعات أوروبية يسارية يعكس رغبة ترمب في بناء سردية انتخابية أمنية تضع "الفوضويين واليساريين" في خانة التهديد الداخلي والدولي.

