الرياضات الإلكترونية قيمة مضافة للاقتصاد السعودي

89 مليار دولار حجم الإنفاق المحلي على "الغيمرز" وعدد المستخدمين إلى 23 مليونا

إ.ب.أ.
إ.ب.أ.
يتنافس المشاركون في مباراة Fortnite Zero Build Duos، خلال بطولات الرياضات الإلكترونية في مهرجان الألعاب "Gamers8"، في العاصمة السعودية الرياض في 8 يوليو 2023

الرياضات الإلكترونية قيمة مضافة للاقتصاد السعودي

شهد قطاع الرياضات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية نموا لافتا في السنوات القليلة المنصرمة، فلم يعد قطاعا ترفيهيا اجتماعيا فحسب، بل أصبح من أهم القطاعات الربحية التي تدر الملايين على ممارسي هذه الرياضة، وعلى شركات الرعاية والإعلام التي تبث مسابقاتها وفاعلياتها، لا سيما أن غالبية المنخرطين فيها هم من فئة الشباب، مما ينسجم مع التركيبة السكانية للمجتمع السعودي الذي تبلغ نسبة الذين تقل أعمارهم فيه عن 30 عاما، 63 في المئة.

وتعدّ السعودية اليوم ضمن الدول العشرين في العالم الأكثر استخداما للألعاب الإلكترونية، والأولى عربيا. وبلغ حجم الإنفاق على هذه الألعاب ("الغيمرز") في الأسواق المحلية 89 مليار دولار في 2023.

فيما وصل عدد المستخدمين إلى 23 مليونا في السعودية، بحسب الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية.

كصناع محتوى يعني لنا الكثير أن تكون السعودية الأولى عربياً في قطاع الألعاب، هذا ما يجعلنا نتحمس لعطاء أكبر في هذا المجال، لأننا نعلم أننا لا ننافس عربياً فقط، بل عالمياً أيضاً

عبد العزيز ناصر، صانع محتوى ولاعب للرياضات الإلكترونية

ساهمت هذه العوامل كلها في إثارة اهتمام المسؤولين السعوديين، وبالفعل كان لهذا القطاع نصيب من "رؤية 2030"، حيث مولت الكثير من المشاريع الناشئة في مجال الرياضات الإلكترونية، ودعت العديد من الشركات العالمية للاستثمار فيها، وحفزتها، من طريق إقامة المؤتمرات وإعطاء التسهيلات اللازمة لها.

من الترفيه إلى البطولات

كما تم إنشاء الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية في عام 2017، الذي أطلق الأكاديمية السعودية للرياضات الإلكترونية في العام نفسه، لتقديم دورات عن كل ما يخص هذه الرياضة، كما نظمت العديد من البطولات. وينتظر عشاق هذه الرياضة البطولة الكبرى من نوعها في العالم (كأس العالم للرياضات الإلكترونية)، التي أعلنها ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز العام المنصرم، حيث ستقام البطولة سنويا في الرياض ابتداءً من صيف 2024.

في حديث إلى "المجلة"، روى عبد العزيز ناصر، أحد أبرز صانعي المحتوى ولاعب الرياضات الإلكترونية منذ عام 2010، قصة تحول هذه الرياضات السعودية، وكيف أصبح قطاع الألعاب الإلكترونية يملك هذا الحد من التأثير على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.

ولاحظ ناصر الفرق في حركة القطاع خلال السنوات الخمس المنصرمة، وكيف انتقل من كونه مجرد رياضة إلكترونية للترفيه، إلى أهم القطاعات المساهمة في الاقتصاد السعودي. ورأى أن القطاع في الفترة الحالية، يوفر فرصة ذهبية لكل الشباب المهتمين فيها، حيث أصبح الدخول إلى عالم هذه الرياضة والاحتراف فيها للراغبين في بناء مسيرة ناحجة للاعب إلكتروني، أسهل من ذي قبل.

أ.ف.ب.
زوار متحف لتاريخ ألعاب الفيديو، في مهرجان "8 Gamers " لبطولات الرياضات الإلكترونية، الذي استمر لمدة ثمانية أسابيع في الرياض، 29 أغسطس 2023.

وقال ناصر: "كصناع محتوى يعني لنا الكثير أن تكون المملكة الأولى عربياً في قطاع الألعاب، هذا ما يجعلنا "نتحمس" لعطاء أكبر في هذا المجال، لأننا نعلم اننا لا ننافس عربياً فقط، بل عالمياً ايضاً".

منافسة عالمية

ناصر هو من أوائل اللاعبين المستفيدين من الدعم الذي يقدمه الاتحاد السعودي للرياضات، سواء أكان دعما ماليا مباشرا من خلال تمويل إنتاج المحتوى، أم غير مباشر بجلب متخصصين من أهم شركات الألعاب والتطوير والبرمجة.

وفي سؤاله عن توقيع الشركات عقود رعاية أو إعلانات لمدة تزيد على السنة، أكد أن الموضوع لم يكن مجرد لعبة منذ عام 2018، حيث أنشئ الاتحاد السعودي للرياضات الالكترونية، إضافة إلى التفات الدولة واهتمامها الكبير بهذا المجال، مما أثار اهتمام الشركات في طبيعة الحال، ووفر الكثير من عقود الرعاية والدعم.

الجمهور هو الأساس في عمل كل صانع محتوى، لأنه الحافز، ومن دون حماسته للعمل ومن دون تفاعله، يبقى الإنجاز صعبا وكذلك الاستمرارية

عبد العزيز ناصر، صانع محتوى ولاعب للرياضات الإلكترونية

وأشار الى أن خبر استضافة كأس العالم للرياضات الالكترونية في الرياض لم يكن خبراً عادياً بالنسبة إليه كلاعب أو صانع محتوى، بل أصبح بمثابة حافز قوي لتقديم الأفضل، و"الواضح لي منذ بداية هذه السنة أن جميع اللاعبين وصناع المحتوى يسعون إلى تقديم أفضل ما لديهم".

وإذا قال إنه كان من المتوقع أن يصل قطاع الألعاب في السعودية إلى هذه الثورة الهائلة، إلا أنه لم يكن بهذه الصورة، فالمملكة اليوم متطورة في كل المجالات والقطاعات، "ولكن ما نعيشه اليوم كلاعبي رياضات إلكترونية وكصناع محتوى أيضاً، لا يعيشه أي لاعب في دولة أخرى. نفخر ونعتز بانتمائنا إلى هذه الدولة".

الدعم الحكومي للبطولات

وأضاف ناصر أن الدعم الحكومي كبير جداً، أكان دعما معنويا أم ماديا، بدءا من تاريخ إنشاء الاتحاد السعودي للرياضات الالكترونية. فالاتحاد اليوم يقدم دعما للفرق ويقيم دورات، وكذلك يقدم دعما ماديا للبطولات والفاعليات مثل "موسم الغيمرز"، التي كُرّست لها جوائز خاصة بالفائزين. وقال "كنا سابقاً نحلم بحدث مثل هذا، بدوره يقوي رابط التواصل بيننا وبين الجمهور، ويعتبر دعما كبيرا لنا".

وعن الاهتمام الشديد من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورعايته لهذا القطاع، اعتبر عبد العزيز ناصر أن ذلك شكل شعلة الحماسة الأساسية للعطاء في هذا المجال، "أنا أراه بعيون الشباب في فريق 'بيكس' وأرى جميع الفريق من لاعبين وصانعي محتوى أو موظفين، واثقين بهذا المجال بسبب اهتمام ولي العهد ورؤية المملكة".

أ.ف.ب.
حضور المنتدى الدولي للاعبي الرياضات الإلكترونية "Next World"، في العاصمة السعودية الرياض في 7 سبتمبر 2022.

وأكد أن الجمهور هو الأساس في عمل كل صانع محتوى، لأنه الحافز الذي، من دون حماسته للعمل ومن دون تفاعله، يبقى الإنجاز صعبا وكذلك الاستمرارية.

وختم أن قطاع الرياضات الإلكترونية واسع جدا ومجالاته مفتوحة وهي لا تقتصر على صناعة محتوى أو لعب جيد فقط، بل الفرص كثيرة من تصوير وإخراج وتصميم وإنتاج، وهي متاحة لكل مهتم بهذا القطاع.

font change

مقالات ذات صلة