بغداد - تستضيف العاصمة العراقية بغداد القمة العربية الرابعة والثلاثين، وسط أجواء مشحونة بالأزمات السياسية الإقليمية والانقسامات الداخلية التي تعاني منها بعض الدول العربية، ورغم الطموح العراقي إلى تعزيز دوره العربي وإعادة بناء الجسور مع الجوار الخليجي، تبدو القمة مهددة بمستوى تمثيل منخفض.
القمة هي الرابعة التي تستضيفها بغداد عبر تاريخها بعد قمم 1978 و1990 و2012، وهي الثانية في ظل النظام السياسي الحالي الذي تشكل بعد عام 2003. وتُعد قمة 2012 الأقل حضورا وتمثيلا في تاريخ القمم العربية.
يلفت الانتباه في هذه القمة الغياب المتوقع لمعظم قادة الخليج العربي. وتضم قائمة الحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وكذلك وجهت دعوة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للحضور كضيف شرف، بسبب دعمه للقضية الفلسطينية.
أجندة القمة ستركز على عدد من الملفات الساخنة، أبرزها العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، والتطورات في لبنان وسوريا واليمن، والصراع الدائر في السودان إضافة إلى مقترحات لتعزيز العمل الاقتصادي المشترك وتطوير آليات التعاون الأمني. وقد قال فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي، إن بغداد تسعى إلى صياغة رؤية عربية موحدة إزاء هذه القضايا.
يعود ضعف التمثيل الخليجي، إلى التوتر بين العراق والكويت، على خلفية قرار المحكمة الاتحادية العراقية في عام 2023 بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود البحرية الموقعة بين البلدين في عام 2012، الذي أثار امتعاضا واسعا في الكويت ودول الخليج العربي، هذا الموقف أعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر القضايا حساسية في العلاقات العراقية-الخليجية، التي كانت قد بدأت تشهد بعض الانفراج بعد عام 2003.