في الكتاب الأول من جمهورية أفلاطون (كتاب العدالة)، ينقل أفلاطون محاورات أستاذِه سقراط مع السفسطائيين، والتي دارت حول مفاهيم العدالة والحكم، وممّا دار فيها أن "بعض المدائن يحكمها الخاصة، وبعضها الديمقراطيون، وغيرها الأرستقراطيون". هذه العبارة توضح أنَّ أنماط الحكم تختلف باختلاف المدن ومجتمعاتها.
لاحقا قام ماكس فيبر بتقعيد أنماط السلطة بشكل يتماشى مع محاورات "كتاب العدالة". وحينما حدد السلطة بثلاثة أنواع: التقليدية، الكاريزمية، والعقلانية القانونية. وبعيدا عن الدخول في التفاصيل، رأى فيبر أن النمطين الأولين ليسا عقلانيين، كونهما يحصران السلطة في مجموعة محددة كما في النوع الأول (التقليدية)، أو فرد بعينه كما في النمط الثاني (الكاريزمية). ويرى فيبر أن النمط الثالث هو الأكثر مثالية والمناسب للمجتمع الحديث، حيث إنه الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات الصناعية المتطورة التي تقوم على الاقتصاد الرأسمالي الذي يحتاج إلى نظام سياسي يحاكي الفلسفة الفردانية التي تقوم عليها الرأسمالية، فكانت البيروقراطية القائمة على الديمقراطية هي الخيار الأفضل بحسب فلسفة ماكس فيبر.
وبين روسو وفيبر، في عام 1838 صدر كتاب "في الديمقراطية الأميركية" للمنظّر السياسي الفرنسي أليكسيس دي توكفيل الذي أشاد بالنظام السياسي الأميركي وفضّله على النماذج الأوروبية، حيث رأى في الولايات المتحدة مثالا يُحتذى به في تنامي الديمقراطية، ونموذجا يُمكن للدول الأخرى أن تتعلم منه.