وزير المالية اللبناني لـ"المجلة": للخروج من "الدائرة الرمادية"... وانعاش القطاع المصرفي

ياسين جابر يتحدث عشية توجهه إلى واشنطن لحضور اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي

المجلة
المجلة

وزير المالية اللبناني لـ"المجلة": للخروج من "الدائرة الرمادية"... وانعاش القطاع المصرفي

أكد وزير المال اللبناني ياسين جابر، أنه يسعى "بكل جدية للقيام بالعملية الإصلاحية، والوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لأنه يشكل عامل ثقة للبنان". وأشار إلى "أن التحصيل الضريبي قد تحسن بشكل ملموس، والحكومة من جانبها أعدت مشاريع القوانين المطلوبة، والمجلس النيابي تجاوب بسرعة فائقة في إقرار أهم قانونين على طريق التعافي والإنقاذ". ولفت إلى "أن الاستقرار هو أساس النهوض الاقتصادي، ونحن للأسف، لم نصل إلى هذه المرحلة. فالوضع في الجنوب وسواه، لا يزال تحت تأثير الاعتداءات الإسرائيلية اليومية والمتواصلة... ثم ان الأوضاع السياسية متأرجحة بين انفراج جزئي وتأزم أحيانا. كذلك ان قدرات الجيش والقوى المسلحة، للامساك بالوضع على الحدود، لا تزال غير متوافرة، لا ميدانيا مع استمرار الاحتلال، ولا بالوفاء بوعود مساعدته". وأوضح جابر "أن القطاع الخاص سبق القطاع العام في خلق حالة من التكيف، مع تقلبات سعر صرف الليرة مقابل الدولار". وقال، "ان المعادلة الصعبة، هي كيف نوازن بين وقف النزيف المالي، وحماية المجتمع في الوقت نفسه".

"المجلة" أجرت حديثا شاملا مع الوزير جابر عشية توجهه إلى واشنطن لحضور اجتماعات الخريف لصندوق النقد الدولي برفقة وفد وزاري ونيابي لبناني. وتنعقد هذه الاجتماعات ما بين الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والثامن عشر منه.

وحول قراءته لتقرير صندوق النقد الدولي، قال الوزير جابر: "لم نُخفِ يوما أن هناك وجهات نظر متباينة في بعض المسائل بيننا كفريق لبناني مفاوض، وبين فريق الصندوق. الصندوق يساعدنا مشكورا، ويقدم الخبرات في خطوات إصلاحية نقوم بها. إنما ليست كل التجارب وكل النصائح التي يسديها قابلة للتطبيق على الواقع في لبنان. فنحن نعمل على الإصلاح المالي والنقدي أولا، لأننا مؤمنون بوجوب القيام بالخطوات التي تعزز المالية العامة، وتعيد النهوض بالقطاع المصرفي. ذلك إننا في أمسّ الحاجة إليها، وليس لأن هناك جهة ما تريدها وتفرضها وتضعها كشروط لمساعدة لبنان. فنحن لا نزال نعيش في حالة لا استقرار أمني. وهذا أمر أساسي. ثم أن أوضاع غالبية الناس متعثرة، ولا يمكن إرهاقها بضرائب جديدة، هذه كلها أمور أساسية على صندوق النقد تفهمها".

وحول مدة الوصول إلى برنامج مع صندوق النقد الدولي، أوضح الوزير جابر، "ان الوصول إلى برنامج كهذا لا يزال يحتاج بعض الوقت. وآمل في مشاركتنا في اجتماعات الخريف للصندوق، التي ستنعقد بعد أيام، في واشنطن، أن تُستكمل النقاشات، وكذلك اللقاءات مع أكثر من طرف مشارك، يمكن أن يسهم في جذب دعم مالي إضافي، عما حصل عليه لبنان إلى الآن، من البنك الدولي". وعن رأي صندوق النقد الدولي في قانون إعادة تنظيم القطاع المصرفي، قال وزير المال اللبناني، "ان لدى الصندوق بعض الملاحظات على قانون إعادة تنظيم قطاع المصارف. وبسبب هذه الملاحظات، يمكن أن نعمل على تعديل القانون، للأخذ بها. فلا مشكلة في ذلك. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أنه يمكن العمل على الأخذ بها. كما تعلمون نحن بلد ديمقراطي، هذا ما شرحناه لوفد الصندوق، ومن المنطقي أن يكون هناك وجهات نظر مختلفة. ويجري التصويت في القاعة العامة على ذلك. لكن لا مشكلة في أي تعديل، وسنعمل على ذلك".

نحن على اللائحة الرمادية ويغلب اقتصاد الكاش ولا مجال للخروج من هذا الواقع الا من خلال عودة القطاع المصرفي

وزير المال اللبناني ياسين جابر

وبالنسبة إلى موضوع الودائع، قال الوزير جابر: "كنا قد أبلغنا وفد الصندوق، أننا في اجتماعات متواصلة للعمل على موضوع الودائع والمودعين. وأننا نعمل أيضا بجدية على إعادة تنظيم وأحياء القطاع المصرفي. وهذا سيتم ليس لأن أحدا يطلب ذلك منا، إنما لأننا نحن بحاجة إلى قطاع مصرفي يستعيد مكانته السابقة. فنحن اليوم على اللائحة الرمادية، ويغلب اقتصاد الكاش. ولا مجال للخروج من هذا الواقع، إلا من خلال عودة القطاع المصرفي إلى العمل".

استعادة المكانة الطبيعية للمصارف اللبنانية أولوية

وحول ما أبلغه إلى وفد الصندوق في زيارته الأخيرة له، حيث أثار موضوع زيادة الواردات، قال الوزير جابر، "أبلغت الوفد، أنه قبل أن نبدأ بزيادة الضرائب، علينا أن نبدأ بتحصيل ما يحق للدولة أن تُحَصّله بموجب النظام الضريبي الحالي. ونحن نقوم بعمل جدي في موضوع الجمارك، ومديرية الواردات، والقيمة المضافة، وقد أنهينا العمل بالنظام الضريبي الإلكتروني، ونبدأ بتطبيقه في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2025. وبشكل عام كنا توافقنا مع بعثة الصندوق، أننا وحتى اجتماعات واشنطن للصندوق، سيتم العمل على وضع خطة لمعالجة الأمور التي ينظر إليها كل منا بشكل مختلف. ونحن نسعى بكل جدية للقيام بالعملية الإصلاحية، والوصول إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي لأنه يشكل عامل ثقة بلبنان. كذلك لمن يريد من أصدقاء لبنان أن يقدم منحا أو مساعدة. ونحن نسعى للوصول إلى هذا الاتفاق".

رويترز
وزير المالية ياسين جابر في مكتبه بمقر الوزارة، بيروت 16 أبريل 2025

 وحول ما إذا كانت هناك فرصة حاليا للإنقاذ المالي والاقتصادي، والتحدي الأبرز أمام وزير المال، قال جابر، "نحن في وزارة المال، وفي الحكومة، وفي المجلس النيابي نعمل بكل جدية، وبشكل علمي، وعملي وبكل ما يلزم من إجراءات وقرارات وقوانين ومراسيم، لإعادة لبنان على مسار الإنقاذ المالي والاقتصادي. فوزارة المال، ومن خلال الإجراءات الإصلاحية، التي اتخذها والتي تصب في تعزيز الواردات، وضبط الهدر، والحد من التهرب الجمركي، أوصلت الخزينة إلى نسبة جيدة من الملاءة المالية. وهذا سمح لنا بتمويل كامل وشامل لكل رواتب العاملين في القطاع العام، وبتمويل مشاريع الوزارات الحيوية والخدماتية، وبرامجها من صحية وتربوية".

وتابع: استطعنا من خلال التمويل الذاتي، في بدء عملية صرف بعض الاعتمادات ولو بسيطة للبدء بورشة إعادة الإعمار. وذلك من دفعات لمجلس الجنوب والهيئة العليا للإغاثة. وعلى صعيد الجمارك، ارتفعت المداخيل بشكل لافت، وكذلك في الدوائر العقارية، إضافة إلى أن التحصيل الضريبي قد تحسن بشكل ملموس. والحكومة من جانبها، أعدت مشاريع القوانين المطلوبة، والمجلس النيابي تجاوب بسرعة فائقة في إقرار أهم قانونين على طريق التعافي والإنقاذ. وأبرز القوانين، كما ذكرنا قانون السرية المصرفية، وقانون انتظام المصارف، وسواها. وكلها تساعد في الدفع بالاقتصاد نحو التعافي".

القطاع الخاص سبق القطاع العام في خلق حالة من التكيف مع تقلبات سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار. والاصلاحات التي قامت بها وزارة المال ساهمت في رفع الايرادات على مستوى الضبط الجمركي.

وزير المال اللبناني ياسين جابر

 وقال، "تسألين عن التحدي، فكما تعرفون، ان الاستقرار هو أساس النهوض الاقتصادي، ونحن للأسف، لم نصل إلى هذه المرحلة. فالوضع في الجنوب وسواه لا يزال تحت تأثير الاعتداءات الاسرائيلية اليومية والمتواصلة. ووقف النار لم يُطبق، واسرائيل تضرب بعرض الحائط القرار 1701 . والدول الراعية لوقف اطلاق النار، غير مهتمة، على ما يبدو، بالضغط على اسرائيل لالتزام مندرجاته. ثم ان الأوضاع السياسية متأرجحة بين انفراج جزئي، وتأزم أحيانا. وكأن هناك من يدفع لابقاء الأجواء مأزومة. كذلك ان تعزيز قدرات الجيش والقوى المسلحة، للامساك بالوضع على الحدود، لا تزال، غير متوافرة، لا ميدانيا مع استمرار الاحتلال، ولا بالوفاء بوعد مساعدته. كل هذه الأمور، يجب أخذها في الاعتبار لأنها الأرضية الصالحة والأساس، في عملية الاستنهاض على مستوى جذب الاستثمارات".

لا يزال شرخ الأزمات يستنزف الاقتصاد اللبناني

 وعن كيفية وصفه للوضع المالي اليوم مقارنةً بآخر ست سنوات، قال الوزير جابر: "لا يمكن أن نتجاهل ما مر به لبنان خلال السنوات الست المنصرمة، من انهيار لليرة، إلى أزمة المصارف، وجائحة كورونا، وانفجار المرفأ. كل ذلك شلّ القطاعات في مجملها، ومن بينها عمل وزارة المال التي تحصّل الأموال للدولة. اليوم أستطيع القول، إن الوضع بشكل عام بات أفضل مع خلق نوع من الاستقرار في سعر الصرف، والمخصصات التي أضيفت على رواتب العاملين في القطاع العام. أما بالنسبة إلى القطاع الخاص، فعلينا أن نعترف بأنه قطاع نشط قادر على التكيف واستنهاض نفسه، نظرا للبراعة التي يتمتع بها اللبناني. بحيث أن القطاع الخاص سبق القطاع العام، في خلق حالة من التكيف، مع تقلبات سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار".

رويترز
من اليمين، رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام يتحدث مع وزير المالية ياسين جبر على هامش جلسة مجلس الوزراء في القصر الرئاسي، بعبدا 27 مارس 2025

ولفت جابر إلى أن "الإصلاحات التي قامت بها وزارة المال، من خلال سلسلة إجراءات، ساهمت في رفع الإيرادات على مستوى الضبط الجمركي، والحد بنسبة كبيرة، من التهرب، ووضع ضوابط أساسية. كما أن تفعيل التحصيل الضريبي، وعودة الدوائر العقارية إلى العمل، كلها عوامل جعلت ملاءة الخزينة ترتفع. ووصلت اليوم إلى موازنة بين النفقات والإيرادات، وبعجز نسبته صفر. وأيضا لا بد من الإشارة، إلى أن الناتج المحلي، ارتفع بنسبة 1.7 في المئة. هذا ليس طموحنا، طموحنا تسجيل معدلات من النمو أعلى. لكن أكرر أن النمو، يحتاج إلى استقرارين سياسي وأمني. والأخير لا يزال للأسف غير متوفر إلى الآن نتيجة الأسباب التي أشرت إليها. وهي استمرار الاعتداءات الإسرائيلية. وعدم تثبيت حل نهائي لوقف الأعمال الحربية، التي تقوم بها سواء في الجنوب أو في مناطق أخرى".

أما حول أبرز التحديات التي تواجه المالية العامة لناحية العجز، وخدمة الدين والرواتب، فأوضح الوزير جابر، "إن الإيرادات تآكلت نتيجة الانكماش الاقتصادي وضياع جزء من القاعدة الضريبية بعد انهيار العام 2019. بينما المصروفات الجارية بقيت مرتفعة نسبيا نتيجة الالتزامات المتراكمة. هناك ضغوط لتقليل العجز، عبر مزيج من ضبط الانفاق، وزيادة فاعلة للإيرادات. إن خدمة الدين، والدين العام، وما ترتب عليهما من التزامات، يخنقان مرونة الموازنة. إن إعادة هيكلة القطاع المصرفي وقرارات مستقبلية حول من يتحمل الخسائر، ستكون محورية لتحديد عبء خدمة الدين على الخزينة". واضاف أن "الرواتب تآكلت بشكل كبير، بسبب التضخم، وانكماش العملة، وهناك ضغوط اجتماعية لزيادات أو موازنات تعويضية. لكن أي تعديل واسع للرواتب، يجب أن يُدرس ضمن إطار مالي متوازن، ويجب ربطه بسياسة أوسع لإصلاح الأجور والهيكل الوظيفي. باختصار، إن العجز أشبه بثقب في قارب، إذا لم نسده سيغرقنا جميعا. إن خدمة الدين تقف كجدار أمام أية حركة إلى الأمام. أما ملف الرواتب فهو حساس جدا لأنه يتصل مباشرة بلقمة عيش الموظفين. ان المعادلة الصعبة، هي كيف نوازن بين وقف النزيف المالي، وحماية المجتمع في الوقت نفسه".

الاجراءات الضريبية الممكنة، تكمن في مراجعة الاعفاءات الضريبية والمزايا غير المبررة، وتحسن الاستيفاء على أنشطة اقتصادية غير خاضعة ضريبيا

وزير المال اللبناني ياسين جابر

 وعما إذا النية موجودة لهيكلة القطاع العام أو ضبط الانفاق الحكومي، قال الوزير جابر: "نعم النية واضحة لإعادة ترتيب الانفاق العام. والهدف، هو قطاع عام أكثر رشاقة وفاعلية. ثم ضبط الانفاق، بحيث يوجّه نحو الأولويات الأساسية. وهناك إجراءات لضبط التكيف بين النفقات الجارية والرأسمالية، ووقف أو تقليص الاعتمادات غير المبررة، وتنفيذ ضوابط على السحوبات مثلا: تقليل الاعتماد على السحوبات، أو السلف الخزينية. هذه الإجراءات يجب أن ترافقها أولويات اجتماعية لحماية الفئات الأضعف. أما لناحية هيكلة القطاع العام، فليس المقصود فصل موظفين جماعيا، بل إجراء تقييم هيكلي للوظائف والأدوار، كرصد الازدواجية، وإعادة تدريب وإعادة توزيع، وتجميد التوظيف غير الضروري مع اصلاح أنظمة الأجور، والمعاشات على المدى المتوسط. أي خطة ستقدم مع تحليل الأثر المالي والاجتماعي وتدابير دعم بديلة".

رويترز
مقر البنك العربي وسط العاصمة بيروت، 15 أبريل 2025

وحول سياسة الضرائب والرسوم، واحتمال الزيادات عليها، وعلى أية فئات، قال: "النهج الرسمي الذي سنعمل عليه يتمثل في مبدأين، أولا: توسيع القاعدة الضريبية، ورفع كفاءة التحصيل، بدلا من فرض زيادات تصاعدية عشوائية، تعرّي النشاط الاقتصادي. وثانيا: استهداف الضرائب، بشكل عادل، بحيث يتحمل من هم أكثر قدرة نسبيا، أكثر من الفئات الضعيفة. عمليا، إن الإجراءات الممكنة، تكمن في مراجعة الإعفاءات الضريبية، والمزايا غير المبررة، وتحسين الاستيفاء على أنشطة اقتصادية غير خاضعة ضريبيا. ثم تحديث شرائح ضريبة الدخل، إن لزم، لرفع التحصيل، واستهداف رسوم على أجور أو تعويضات محدودة إذا دعت الحاجة. مع مراعاة الأثر الاجتماعي. وكل هذا ملحوظ في قانون ضريبة الدخل الجديد، الذي سوف نرسله قريبا إلى مجلس الوزراء".

ملف الودائع في أولى الخطوات نحو المودع

وعن مصير الودائع في المصارف، قال الوزير جابر، "ان الودائع هي أساس أية معالجة بهدف إعادتها إلى أصحابها، واستعادة ثقة المودع بالنظام المصرفي.  والجهود الحالية تتركز حول وضع برنامج عملي لإعادة الودائع ضمن مبلغ 100 ألف دولار. خلال فترة قصيرة، على أساس، المودع الواحد في القطاع المصرفي وعن طريق تحرير السحوبات، بمبالغ محددة وإعطاء حرية التصرف بها. أما الودائع التي تتجاوز الـ 100 ألف دولار، فتتم معالجتها من خلال إصدار سندات لمصرف لبنان. وستكون متداولة، مع تحريك سوق ثانوية في الأسواق المالية اللبنانية. وهذا يشمل جميع المودعين، سواء كانوا لبنانيين، أو غير لبنانيين".

وبالنسبة الى مصير سعر صرف الليرة، وما إذا كانت هناك خطة لتوحيده، أوضح وزير المال، "ان مصرف لبنان تمكن، وبمساعدة الإجراءات المتخذة من وزارة المال أن يوحد سعر الصرف، ويحافظ على استقراره. وساعدت الخزينة العامة في هذا الاستقرار، من خلال الجهد الذي يُبذل لضمان النظام المالي العام، وعدم إحداث أي عجز في الموازنات السنوية".

بدأت الحكومة خطواتها، بإصدار قانون الإصلاح المصرفي، وتعديل قانون السرية المصرفية. وهي تعمل مع المصرف المركزي على إعداد قانون إعادة الودائع. ولأجل إتمام المطلوب تم تعيين حاكمية جديدة لمصرف لبنان، إضافة إلى لجنة الرقابة على المصارف، وهيئة الأسواق المالية، كل ذلك يصب في خدمة إعادة الانتظام المالي والمصرفي

وزير المال اللبناني ياسين جابر

 وحول وجود خطة لإعادة الثقة بالقطاع المصرفي بعد الانهيار، قال الوزير جابر، "ان استعادة الثقة تكون نتيجة إجراءات متعددة، أولها وضع برنامج إعادة الودائع، نتبعها إعادة هيكلة المصارف، بشكل يضمن وجود مصارف برساميل وافرة، وإدارة كفوءة، تحت رقابة مصرفية فاعلة وسلطة قوية ناظمة، استفادت من أخطاء الماضي، لبناء عملها المستقبلي، وفقا للمعايير الدولية الضامنة لسلامة النظام المصرفي والحفاظ على حقوق المودعين. وقد بدأت الحكومة خطواتها، بإصدار قانون الإصلاح المصرفي، وتعديل قانون السرية المصرفية. وهي تعمل مع المصرف المركزي على إعداد قانون إعادة الودائع. ولأجل إتمام المطلوب تم تعيين حاكمية جديدة لمصرف لبنان، إضافة إلى لجنة الرقابة على المصارف، وهيئة الأسواق المالية، كل ذلك يصب في خدمة إعادة الانتظام المالي والمصرفي".

 وعن رأي الوزير جابر بفكرة المنطقة الاقتصادية في الجنوب، قال، "نحن في وزارة المال باشرنا دراسة لإنشاء مناطق صناعية تقوم على أملاك للدولة غير مستخدمة، لنضعها بتصرف من يرغب بالاستثمار الصناعي أو في أي قطاع انتاجي، وهذا يعزز الناتج الوطني. وبالتالي، يوفر فرص عمل داخل لبنان".

وراى الوزير أن تلك "البلدات والأرض لها أصحابها وأبناؤها، ارتوت بعرقهم ودمائهم ودماء آبائهم وأجدادهم. وهي ليست أرضا معروضة في أي بازار سياسي إقليمي أو دولي. ان أهلها هم مَن يقرر عنها، والدولة لن تكون مقصِّرة في وضع أية خطة لاستنهاضها، شرط أن تلتزم الدول الضامنة لوقف النار، وقف الاعتداءات عليها وعودة الأمن إليها".

font change

مقالات ذات صلة