منذ تسلم الرئيس الأميركي دونالد ترمب مفاتيح البيت الأبيض مجددا، أعاد إلى الواجهة نظريته القديمة التي تقوم على معادلة الأمن والسلام والإزدهار الاقتصادي، في تعامله مع ملفات المنطقة والعالم. ويحمل تركيز الاهتمام الأميركي على جنوب لبنان وطرح فكرة إقامة منطقة اقتصادية، أكثر من دلالة ورسالة في آن واحد.
وكان موقع "أكسيوس" نقل عن الرئيس ترمب رغبته بإقامة هذه المنطقة، وقال إنها "منطقة ترمب الاقتصادية" في جنوب لبنان التي ستتشكل بعد فرض منطقة خالية من السلاح، واستبدال المنشآت والأنفاق العسكرية بالمصانع والشركات والأعمال الكبيرة على أنواعها. لكن ما هي أبعادها؟
يرى مصدر رئاسي لبناني، في حديث إلى "المجلة"، أنه "لن تكون هناك منطقة اقتصادية في الجنوب قبل انسحاب إسرائيل، وتعزيز قوة الجيش اللبناني، ونشره على كل الأراضي الجنوبية حتى الحدود المعترف بها دوليا". إلا أن موقف لبنان هذا لا يلغي الاهتمام الأميركي بمستقبل هذه المنطقة تحديدا، التي يعاد صوغ وضعيتها في سياق هندسة سياسية-اقتصادية لواقع الجنوب بعيدا من "حزب الله" ووجوده فيها.
السياسة من باب الاقتصاد
وتعدد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع لـ"المجلة"، أبرز الحيثيات المحيطة بفكرة المنطقة الاقتصادية، التي تمهد لها، استنادا إلى الآتي:
- أولا: ينظر ترمب إلى السياسة من الزاوية الاقتصادية والاستثمارية. وهذه الفكرة، تأتي في سياق أن ترمب يستكمل في ولايته الثانية ما بدأه في ولايته الأولى، إذ إنه يرعى الاتفاقات بين الدول تحت شعار السلام في مقابل الازدهار. فهو رعى اتفاقا للسلام بين أذربيجان وأرمينيا، وكذلك محادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وتوقيع اتفاق سلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. كما لديه فكرة تحويل غزة إلى منتجع ساحلي سياحي دولي شبيه بالريڤييرا، خاضع للسيطرة الأميركية، بعد طرد أهلها.