عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بين حركة "حماس" وإسرائيل، الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وبينما كان الغزيون يفكرون في كيفية استعادة أمنهم وأمانهم، انتشرت عناصر أمنية تابعة لـ"حماس" على مفترقات عامة وبعض المناطق الحيوية التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة. لم يكن انتشارا كبيرا كما في السابق، بل اقتصر على أعداد محدودة، مسلحين بلباس مدني وملثمين، تركز عملهم على تفتيش سيارات المارة من المواطنين بحثا عن أسلحة.
خلال حرب الإبادة التي امتدت لعامين متواصلين، واجهت "حماس" وعناصرها الأمنية- حتى من يعملون في وزارة الداخلية التابعة لها- ملاحقات من الجيش الإسرائيلي وصلت حد استهدافهم بشكل مباشر، ما أدى إلى مقتل أكثر من 700 عنصر من عناصرها، ما حملها على اتهام عملاء ومتعاونين مع الاحتلال بالوقوف خلف تقديم معلومات عنهم لإسرائيل وقالت إن من بين هؤلاء من قتل بعضا من عناصرها وعناصر المقاومة الفلسطينية مباشرة، وهو ما دفعها لتصفية عدد من المتهمين بالعمالة ميدانيا بالرصاص خلال الحرب، وآخرون كانوا على قائمة الملاحقة.
ومع وقف إطلاق النار، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لـ"حماس"، فتح باب التوبة خلال أسبوع واحد، لكل من ارتكب فعلا مخالفا للقانون، شرط أن لا تكون يديه مُلطخة بالدماء، فيما توعدت بملاحقة المتعاونين ومرتكبي جرائم القتل. حيث هاجمت مجموعات أمنية تابعة للحركة عددا من أوكار الخارجين عن القانون والمتهمين بقتل عناصر من الفصائل أو مواطنين خلال الحرب.
في خانيونس جنوب القطاع، داهمت قوة "رادع" التابعة لأمن "حماس" عددا من الأوكار بحسب بيانات الداخلية واشتبكت مع بعض الخارجين عن القانون واعتقلت عددا منهم واقتادتهم إلى مراكز تحقيق. لكن المداهمة الأبرز، كانت وسط مدينة غزة، حيث حاصر عشرات من عناصر الحركة مزودين بالأسلحة النارية والقذائف الصاروخية ما تعرف بـ"منطقة الدغامشة" بحي الصبرة، وهي مربع سكني كبير يضم عشرات منازل المنتمين لعائلة "دغمش" ويمتد من شارع الصناعة غربا وحتى شارع المغربي شرقا.