بعد "حرب الـ 12 يوما"بين إسرائيل وإيران، تتسارع التغيرات الجيوسياسية في المنطقة على نحو يستدعي تحصين الاقتصاد وخطوط التجارة والنقل، وربما إعادة ترتيب أولويات الأمن والاستثمار في الشرق الأوسط.
وبينما يراقب العالم تداعيات الصراع المفتوح على التعريفات وممرات النفط والطاقة والموانئ الحيوية، تواصل دول الخليج سعيها لتعزيز شراكاتها مع جيرانها، لا سيما العراق واليمن. إلا أن هذين البلدين، اللذين طالما شكّلا عمقا حضاريا واقتصاديا في المنطقة، يواجهان تحديات أمنية وسياسية مزمنة، تفاقمت بفعل التدخل الإيراني ودعم الميليشيات.
فهل تفتح التطورات الأخيرة نافذة لتحولات داخلية تعيد العراق واليمن إلى مسارات الاستقرار والتكامل الخليجي وتمهد الطريق إلى شراكات مستقبلية أكثر عمقا إذا أتيح لها المناخ المناسب؟
اختلاف ثقافي وسياسي
عندما تأسس مجلس التعاون الخليجي في عام 1981 تساءل عدد من مثقفي الفكر القومي العربي عن سبب استبعاد اليمن والعراق من منظومة المجلس على الرغم من مشاطأة العراق للخليج العربي وانتماء اليمن الى الجزيرة العربية. كان أفضل رد على ذلك التساؤل هو ما ورد على لسان عبد الله بشارة، الأمين العام الأول لمجلس التعاون الخليجي.