ترتبط الهند ودول الخليج بعلاقات اقتصادية ومهنية راسخة تعود الى زمن سحيق، وتترسخ اليوم عبر شراكة مزدهرة يعززها نمو الاستثمارات المشتركة في مختلف القطاعات والتحويلات المتنامية، والتبادل التجاري والثقافي والتكنولوجي.
أقام الكثير من الرحالة الخليجيين في الهند خصوصا في الجنوب الغربي من البلاد وعملوا في التجارة والتحقوا بالمدارس الهندية وتزوج كثيرون من الهنديات المسلمات. ثم أنشأ الميسورون منهم المدارس ومراكز العلاج. يذكر أن مواطني دول الخليج اعتمدوا في سفرهم إلى الهند على المراكب الشراعية، الأبوام أو "Dhows" التي كانت تنقل الخيول العربية والتمور إلى الهند وتعود بالتوابل والأخشاب والأقمشة.
"شركة الهند الشرقية" واللؤلؤ
تأسست "شركة الهند الشرقية" في بريطانيا عام 1600 وكانت من أهم من حفز العلاقات الاقتصادية بين الهند والخليج. تاجرت في القطن، والحرير، وصبغة النيلة والشاي، وتمكنت من الاستفادة من موانئ الخليج الشمالية. ولم يقتصر دورها على الأمور التجارية، بل امتد ليمثل ثقلا سياسيا وديبلوماسيا، كما عملت على تجنيد عساكر لمحاربة القرصنة في مياه الخليج العربي.
تطورت العلاقات التجارية بين الهند ومنطقة الخليج وبلغت مستوى مهما وأصبحت من أهم آليات صناعة الثروة في هذه المنطقة من العالم في أوائل القرن العشرين. نشط الخليجيون، خصوصا البحرينيين والكويتيون، في الغوص على اللؤلؤ الذي كان يتمتع بطلب واسع في شبه القارة الهندية. كان اللؤلؤ مصدرا رئيسا للدخل في بلدان الخليج، الكويت، والبحرين وعمان. في ما عدا البصرة، كان تجار الخليج يؤثرون مدن الهند الساحلية على أي مدينة عربية، وكانت الصادرات إلى الهند تمثل نسبة كبيرة من صادرات أي من بلدان الخليج المشاطئة للخليج، مثل البحرين وعمان والإمارات والكويت.
كذلك كانت الضرائب التي تفرض على الصادرات والواردات أهم مداخيل السلطات الحاكمة آنذاك في بلدان الخليج. تطورت آليات التجارة من خلال تحسن وسائل الاتصالات وبداية حركات السفر بالطيران.