تُعد الزراعة من أقدم الأنشطة الاقتصادية التي مارسها الإنسان منذ فجر الحضارة. ويرجح مؤرخون أن جذورها تعود إلى نحو 11,500 عام، حين ظهرت في منطقة الشرق الأوسط. وقد ساهمت الزراعة في ترسيخ الاستقرار البشري في مناطق جغرافية محددة، حيث نشط السكان في زراعة الخضر والفواكه والأشجار المثمرة.
تشير الدراسات الى أن الفراعنة في مصر، والبابليين والسومريين في حضارة وادي الرافدين، طوروا أساليبهم الزراعية التي أصبحت أهم نشاط اقتصادي في تلك الأزمنة. ففي بلاد الرافدين الممتدة بين نهري دجلة والفرات، وتشمل اليوم أجزاء من تركيا وسوريا والعراق، توافرت المياه والأراضي الخصبة، مما مكّن العراق من امتلاك قدرات زراعية هائلة، حتى أطلق العرب عليه لقب "أرض السواد" لكثرة زرعه وخضرته.
وقد برع البابليون في بناء السدود وحفر القنوات وإنشاء الخزانات لتنظيم مياه الري، بينما مثّلت الحبوب كالقمح والشعير والسمسم، إلى جانب التمور، أبرز محاصيلهم الزراعية.
الزراعة في العصر الحديث
في الانتقال من التاريخ القديم إلى القرن العشرين، يتضح أن التطور في التقنيات والأنماط الزراعية ظل محدودا. تعتبر مصر من أهم الدول العربية التي اعتمدت على الاقتصاد الزراعي لزمن طويل حتى منتصف القرن العشرين. وقد برع المصريون في ابتكار أنظمة للري ارتبطت بسخاء النيل، مما ساهم في تعزيز القدرات الإنتاجية الزراعية.