تعد المملكة المتحدة من أهم حلفاء دول الخليج سياسيا وأمنيا، وكان الاهتمام البريطاني بمنطقة الخليج بدأ منذ القرن التاسع عشر أو قبله بقليل، حين كان التركيز على حماية خطوط التجارة مع الهند التي كانت تعتبر أهم المستعمرات البريطانية. وعندما تم اكتشاف النفط، تعززت العلاقات، فعملت شركة البترول البريطانية في اكتشاف النفط في الكويت وعدد آخر من إمارات الخليج بعد أن كانت قد وطدت أنشطتها في إيران والعراق مباشرة أو من خلال شركات تابعة لها. وكانت بريطانيا قبل اكتشاف النفط بعقود، قد عقدت اتفاقيات حماية مع الإمارات المتصالحة، دولة الإمارات العربية المتحدة لاحقا، ومع البحرين والكويت، وهذه الأخيرة عقدت معاهدة الحماية في عهد الشيخ مبارك الصباح عام 1899.
بدأت اكتشافات النفط وتوقيع معاهدات الامتياز في عام 1908 مع إيران ومع البحرين عام 1932. وقعت الكويت اتفاقية الامتياز عام 1934 وتم اكتشاف النفط في البلاد عام 1938، لكن الانتاج توقف في المنطقة بعد نشوب الحرب العالمية الثانية في عام 1939 ولم يتم استئنافه إلا في عام 1946 بعد نهاية الحرب. ظلت بريطانيا في كل الأوقات هي المهيمنة على الحياة السياسية في منطقة الخليج، فأدارت اقتصاداتها البسيطة وعمدت إلى استخدام الروبية الهندية كأداة للتعامل النقدي.
تحولات لاحقة مع إيرادات النفط
بعد أن تحسنت الأوضاع الاقتصادية وتدفقت إيرادات النفط، أصبحت دول المنطقة تمتلك امكانات مالية تؤهلها لاستثمار فوائضها. بدأت الكويت أعمال الاستثمار فأسست صندوقا سياديا في عام 1953 استثمر في بريطانيا لحساب الحكومة الكويتية. ثم تعززت فرص الاستثمار أمام دول الخليج ورجال الأعمال الخليجيين في بريطانيا، فوظفت الأموال في البنوك والمشاريع العقارية ومؤسسات صناعية وخدمية ومراكز تسويق.

