دقّ صندوق النقد الدولي ناقوس الخطر للاقتصاد العالمي، وقدم نظرة متشائمة لاقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكانت توقعاته لأميركا من بين الأسوأ من بين الدول المتقدمة، وتتجه أوروبا الى الأسوأ.
في وقت راعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعض الدول في سياسته التجارية والتفاوضية، فرض تعريفات جمركية مرتفعة تراوحت بين 30 و42 في المئة على دول عربية في شمال أفريقيا، ما السر وراء ذلك؟
قد تكون الردود الانتقامية في مواجهة التعريفات الجمركية التي فرضتها الإدارة الأميركية أشد خطرا من التعريفات نفسها، إذا ما تفاقمت وغابت مرونة الدول المستهدفة، بما ينذر باتساع الحرب التجارية العالمية.
احتمال نشوب حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، الولايات المتحدة والصين، لا يزال قائما، وقد يتسبب بركود اقتصادي يؤدي في حال وقوعه إلى تقليص استهلاك الطاقة وتدهور أسعار النفط.
صوتت ألمانيا أخيرا على قرار استراتيجي بتجاوز انضباطها المالي وقاعدة "كبح الدين" التي تقف عائقا أمام زيادة الإنفاق على الدفاع، وذلك على وقع حرب أوكرانيا وحرب الرسوم الجمركية وتراجع الثقة بأميركا.
ماذا بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق التعريفات الجمركية لمدة 90 يوماً ؟ هل الرسوم مجرد سلاح تفاوضي أم استراتيجيا اقتصادية؟ عصر الحمائية أم المفاوضات الشاقة؟
في وقت فرض الرئيس دونالد ترمب تعريفات جمركية لا تتجاوز 10 في المئة من مبادلاته مع الرباط، هي من بين الأدنى في العالم، أدرج الاتحاد الاوروبي المغرب ضمن لائحة المعنيين بالصراع التجاري العالمي.
شن ترمب هذه المرة حربا على العالم بأسره، وليس الصين فحسب. السؤال اليوم؛ هل سيدفعه تراجع السوق وأسهم الشركات إلى خفض التعريفات، أم أن الإجراءات الانتقامية قد تجعله يتمسك بموقفه ويرفض التراجع؟
قد تصبح تداعيات الحرب "الترمبية" التجارية المستعرة أقل حدة إذا ضبط الاحتياطي الفيديرالي الأميركي الدورة النقدية بوتيرة أسرع من المتوقع، عبر خفض طارئ للفائدة، لكن لا بد من اجراءات إضافية للتعافي.
لا يبدو أن العلاقات الأميركية الكندية ستعود الى عهدها، وحرب الرسوم الجمركية تتجه نحو الأسوأ، ولا يزال ترمب مصرا على اندماج البلدين وثمة دعوات للتكامل مع أوروبا. لكن ماذا عن اليوم التالي الاقتصادي؟
عرفت السرية المصرفية كوسيلة للتهرب الضريبي ولاحقا لتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، ولم تنجح القوانين والاتفاقات الدولية كليا في الحد من تبعاتها السلبية لتتحول إلى عامل هدم لاقتصاد بعض الدول وانهيارها.
انطلق عهد الرئيس دونالد ترمب الثاني بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ والتخلي عن مسار الاستدامة، والذي يشمل المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة والتنوع، ماذا يخبىء عصر "أميركا عظيمة من جديد"؟