تجاوز مسار تأسيس الدولة الفلسطينية محطة جديدة مهمة. ففي الثاني عشر من سبتمبر/أيلول، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، وبواقع 142 صوتا، قرارا يؤيد "إعلان نيويورك بشأن التسوية السلمية لمسألة فلسطين وتنفيذ حل الدولتين"، الذي تم تبنيه في يوليو/تموز الماضي.
لم يعارض القرار سوى عشر دول، من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما امتنعت اثنتا عشرة دولة عن التصويت. ومن اللافت أن خمسة وعشرين عضوا من الاتحاد الأوروبي أيدوا القرار، بينما انفردت المجر بالتصويت ضده، وامتنعت جمهورية التشيك عن التصويت.
لا يزال هناك الكثير من العمل الضروري لتحقيق التنفيذ الكامل لقرار الجمعية العامة لعام 1947، الذي نص على تقسيم فلسطين الخاضعة للانتداب إلى دولتين، فلسطينية وإسرائيلية، ويُعد الأساس القانوني لإنشاء دولة إسرائيل.
يتضمن الإعلان "خريطة طريق" تحدد محطات واضحة وتدابير محددة– إيجابية وسلبية– يمكن للدول الأعضاء اتخاذها للمضي نحو تأسيس الدولة الفلسطينية. إلا أن الإعلان، للأسف، لا يحدد جداول زمنية واضحة لتنفيذ تلك التدابير.
ومع اعتماد الإعلان، بات من الضروري الانتقال إلى مرحلة التنفيذ، وهو ما يستدعي ربط التدابير المحددة بجداول زمنية دقيقة. وتكمن المسألة في تحديد ماهية هذه التدابير وتوقيت تنفيذها، ففي حين يمكن تنفيذ بعض هذه التدابير على الفور، يتطلب بعضها تحضيرات مسبقة ولا يمكن تطبيقه فورا.