ظهرت الموانئ في منطقة الخليج العربي منذ القدم كحاجة اقتصادية أساسية لا غنى عنها، فرضت التضاريس ومتطلبات الحياة إقامة المرافئ للتواصل مع الدول القريبة والبعيدة والتمكن من تبادل السلع والبضائع بين مختلف الثغور البحرية، وكان البحر المسار الأساس للتواصل والتجارة.
نشطت الموانئ الخليجية منذ القرن السادس عشر بعد أن تعاظم الوجود البرتغالي ثم البريطاني. ظل البرتغاليون في المنطقة لمدة تقارب القرن في محاولة للسيطرة على الممرات البحرية التي شكلت أهمية للتجارة الدولية آنذاك. وعملوا على إنشاء الموانئ والمراسي البحرية التي تخدم متطلباتهم العسكرية والتجارية. لكن الوجود البرتغالي تهمش ثم اختفى بعد أن أصبح البريطانيون يولون أهمية للخليج وبدأوا بإبرام معاهدات حماية مع إمارات المنطقة. كذلك، أقام البريطانيون قواعد بحرية في البحرين ومناطق خليجية أخرى. بيد أن الموانئ الخليجية كانت ذات أهمية لسكان المنطقة الذين ابتدعوا أنشطة اقتصادية مثل الغوص والسفر إلى مناطق قريبة وبعيدة مثل البصرة ومسقط وصور وبومباي في الهند.
موانئ الخليج
أصبحت الموانئ منذ بداية القرن التاسع عشر شريان الحياة الاقتصادية في منطقة الخليج. كانت البدايات متواضعة حيث أن سفن الغوص والسفر كانت مصنوعة من الخشب والبعض منها صغير جدا مثل القوارب، قبل أن تتطور صناعة السفن الشراعية (أو ما كان يعرف بالأبوام)، ذات الأحجام الكبيرة التي تتطلب مراسي ملائمة.