تنطوي مهمة السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك على أهمية استثنائية واستراتيجية في آن. إنه رجل المهمات الثلاث: السفير الأميركي في تركيا، والموفد الأميركي إلى سوريا، وهو سيتولي جانبا من مهمته السورية ما يتصل بلبنان، ولا سيما لجهة الحدود اللبنانية-السورية، البرية والبحرية وموضوع النازحين السوريين، وقد تتوسع مهمته اللبنانية لتشمل مندرجات تنفيذ اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، والشأن الاقتصادي اللبناني. ذلك أن تنفيذ الاتفاق يشكل أحد أبرز الأساسات لإعادة ترتيب العلاقة مع سوريا في الأجزاء المشتركة في الحوار المفتوح بين البلدين لحلحلة كل العقد العالقة، بذهنية جديدة مع الحكم الجديد في سوريا، حيث الانفتاح والتواصل لتثبيت حدود مستقرة وتبادل سياسي واقتصادي وفق الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة على أراضيها.
وفي معلومات دبلوماسية خاصة بـ"المجلة" ليس هناك توجه أميركي حتى الآن لتعيين خلف للموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى لبنان، أضف إلى ذلك فإن مهمة باراك في بيروت زيدت إليها مسأله أخرى استجدت مع اندلاع الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، وهي إبلاغ لبنان رسالة واضحة بأن لا يتدخل في هذه الحرب وأن يستمر في النأي بنفسه عنها.
توماس باراك جال على الرؤساء في بيروت
وما إن تسلم باراك مهمته في شهر مايو/أيار الماضي في تركيا وسوريا حتى أبلغ السلطات اللبنانية رسميا برغبته زيارة لبنان أيضا. وهو جال على رؤساء الجمهورية اللبنانية جوزيف عون والنواب نبيه بري والحكومة نواف سلام. وهي زيارة كانت منتظرة وتأتي اليوم في توقيت دقيق على إيقاع حرب إيران وإسرائيل، وذلك بعد انتهاء مهمة الموفدة الأميركية المثيرة للجدل مورغان أورتاغوس إلى لبنان، وفي انتظار تسلم السفير الأميركي الجديد في بيروت ميشال عيسى منصبه، ولتعيين السفير الجديد أهمية خاصة في مهمته. ورأى في بيروت أنه في حال تدخل "حزب الله" في الحرب، سيكون القرار سيئا.