الاقتصاد المغاربي بين حرب إسرائيل وإيران وارتفاع النفط

التصعيد يهدد التوازنات المالية لدول شمال أفريقيا وتباين بين المستفيدين والمتضررين

Shutterstock
Shutterstock
مغربي في منطقة سيدي إفني، مارس 2006

الاقتصاد المغاربي بين حرب إسرائيل وإيران وارتفاع النفط

على بعد آلاف الكيلومترات، ومن وراء شاشات التلفزيون، يتابع المواطن المغاربي الحرب الإسرائيلية الإيرانية دون أن يدرك ربما أن بعد المسافات قد يعني الأمن من الصواريخ، لكن قد لا يجعله في منأى من التداعيات الاقتصادية والمعيشية لهذه الحرب إن طالت، فقد يطال صداها عقر داره في تفاصيل حياته اليومية، في محطة المحروقات أو في المراكز التجارية، إذ قد يغدو تأمين السلع الغذائية والاستهلاكية الهاجس الأول لحكام دول المغرب العربي الخمس من نواكشوط إلى الرباط مرورا بليبيا والجزائر وتونس.

يتزايد القلق في دوائر الحكم المغاربية تحسبا لتحول حرب إسرائيل وإيران إلى صدمة نفطية واقتصادية تضرب اقتصاد دولهم، ستكون الثالثة في أقل من نصف عقد، وذلك بعد صدمة جائحة "كوفيد-19" التي زلزلت اقتصادات العالم، ثم تلتها صدمة الحرب الروسية الأوكرانية التي ضربت معدلات النمو وفاقمت نسب التضخم، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ عقود في معظم الدول المغاربية، وأثرت على السياسات النقدية والفوائد.

وعلى الرغم من جرعة التفاؤل الحذر في بعض التقارير عن الآثار الاقتصادية الممكنة للحرب في الشرق الأوسط من خلال استبعاد السيناريو الأسوأ ، مثل التقرير الأخير لوكالة وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني، فإن ذلك لم يبدد مخاوف حكومات الدول المغاربية وتوجساتها من حرب طويلة الأمد، باعتبارها قد تمس أعمدة الاستقرار الاقتصادي الثلاثة، وهي أسعار النفط وتكلفة الغذاء وشروط التمويل، وما قد يترتب على ذلك من ضغط على موازنات تونس والمغرب وموريتانيا، فيما قد تكون الجزائر، وكذلك ليبيا، الدولتين المغاربيتين الوحيدتين المصدرتين للنفط، من بين المستفيدين من الحرب الراهنة.

الجزائر وليبيا من أكبر المستفيدين

بين ليلة وضحاها، انقلبت النقاشات في الدول المغاربية من النقيض إلى النقيض بشكل يكاد لا يصدق في مضامينها قبل انطلاق الحرب وبعده، إذ ارتكز المزاج الاقتصادي المغاربي، بين الزمنين، على محاور نقاش مخالفة تماما للواقع الحالي. ففي الجزائر، كان النقاش يتمحور قبل بدء الحرب حول مصادر التمويل الممكنة لسد عجز تاريخي في الموازنة سيصل إلى 62 مليار دولار، مع ما يثيره تراجع أسعار النفط من رعب لدى السلطات الجزائرية، فيما كانت الدولة التونسية تتنفس الصعداء مع توفير نحو 1,5 مليار دينار (510 ملايين دولار) من تراجع أسعار النفط مقارنة بالسعر المرجعي لبرميل النفط الذي بُنيت على أساسه موازنة 2025.

يعتمد اقتصاد ليبيا بشكل شبه كلي على تصدير النفط، وتشكل إيراداته أكثر من 95 في المئة من مداخيل الدولة، ارتفاع الأسعار سيزيد وارداته ويتيح تمويل الإنفاق الحكومي للأجور ونفقات الدعم

لا يختلف الأمر كثيرا في المغرب، حيث أثارت الفجوة بين أسعار السوق العالمية وأسعار المحروقات المحلية جدلا واسعا مرده عدم تحديث الأسعار على الرغم من تراجعها في الأسواق العالمية، على قاعدة الزيادة نفسها عند تسجيل ارتفاع في الأسعار. أما في ليبيا، فقد ظل الشارع على حالة التململ المستمرة منذ سنوات بسبب تدهور القدرة الشرائية عند "الرخاء أو الشدة" على السواء.

كذلك في موريتانيا، فقد كان ينظر إلى تراجع أسعار النفط قبل تغير المعادلة مع اندلاع الحرب، كفرصة ثمينة لتخفيف العبء عن الموازنة تكون مدفوعة بإصلاحات هيكلية وبسياسات قادرة على التحكم في تكلفة الواردات.

النفط نعمة ليبيا ونقمتها

يعتمد اقتصاد ليبيا بشكل شبه كلي على تصدير النفط الخام وتشكل إيراداته أكثر من 95 في المئة من مداخيل الدولة، بما يشير إلى أن ارتفاع الأسعار سيمكن من زيادة مباشرة في المداخيل ويتيح تمويل الإنفاق الحكومي الذي يشمل الأجور ونفقات الدعم. وتكاد نعمة النفط تصبح نقمة على الليبيين، فهي وقود المطامح الخارجية والانقسامات والاقتتالات الداخلية التي تعد من بين أسباب تعطل مسار البناء المؤسساتي في البلاد.

رويترز
عامل يتفحص أنابيب حقل آمال النفطي شرق ليبيا، 7 أكتوبر 2011

كما سجلت ليبيا دولة "الريع بلا سيادة" والتي لا تزال في وضع مؤسساتي وسياسي وأمني هش، مؤشرات اقتصادية مدهشة، إذ تتصدر ليبيا دول شمال أفريقيا وفق تقرير لمجموعة البنك الدولي من حيث نسب النمو، وهي الدولة الوحيدة التي سجلت نسبة نمو برقمين قدرت هذا العام بـ12,3 في المئة.

يضاف الى ذلك، بلوغها معدلات غير مسبوقة على مستوى إنتاج النفط، توصف بالاستثنائية منذ أكثر من عقد. فبحسب منصة "الطاقة" بلغ إنتاج النفط هذا العام مليونا و418 ألفا و468 برميلا يوميا من النفط الخام و45 ألفا و535 برميلا من المكثفات، ليصل إجمالي الإنتاج إلى مليون و666 ألفا و978 برميلا يوميا.

تكشف البيانات الرسمية أن 80 في المئة من إيرادات النفط المقدرة بـ15,48 مليار دولار لعام 2024، توجه لتمويل الإنفاق الحكومي الضخم بين موازنتين لحكومتين وتمويلات لأجهزة رسمية متعددة، علاوة على نفقات الدعم وتمويل 85 في المئة من حاجات البلاد الغذائية والدوائية وتأمين أجور نحو 3 ملايين موظف في الدولة (عدد السكان 7 ملايين)، بحسب تقرير صادر آخر ديسمبر/كانون الأول 2024 عن جهاز الرقابة الإداري الليبي.

البلد الثاني المستفيد من ارتفاع أسعار النفط هو الجزائر التي يضعها صندوق النقد الدولي كثالث أهم اقتصاد في القارة الأفريقية بعد مصر وجنوب أفريقيا. وتمثل المحروقات فيها 93 في المئة من صادرات البلاد

ويتوقع تسجيل زيادة في مداخيل النفط بـ17 في المئة، في السنة الجارية، بعد استئناف الإنتاج في معالحقول النفطية، وأيضا ارتفاع أسعار النفط. لكن الإشكال أن العائدات الضخمة تمثل محور صراعات جعلتها رهينة تقلبات الجغرافيا السياسية وحسابات اللاعبين الدوليين وغياب إصلاحات هيكلية تعزز مناعة البلاد الاقتصادية، على ضوء ما تعانيه من لعنة موارد لا تصرف على الاستقرار المالي وإنما توجه لتمويل عناصر استدامة الانقسام والفساد والهشاشة البنيوية.

الجزائر مستفيدة من ارتفاع أسعار النفط

البلد الثاني المستفيد من ارتفاع أسعار النفط هو الجزائر التي يضعها صندوق النقد الدولي كثالث أهم اقتصاد في القارة الأفريقية بعد مصر وجنوب أفريقيا. وتمثل المحروقات فيها 93 في المئة من صادرات البلاد، ويعد كل دولار إضافي في سعر برميل النفط فرصة مناسبة لتقليص العجز وتمويل الموازنة التي بنيت عام 2025 على فرضية سعر مرجعي بـ70 دولارا لبرميل النفط، علما أن استعادة النسق التصاعدي لأسعار النفط يمنح قصر المرادية هامش أمان معقولا.

Shutterstock
أنبوب الغاز الجزائري محور الشراكة مع دول القارة الأفريقية

قد تمثل هذه الحرب اذن دورة جديدة من دورات طفرة إيرادات النفط ستستفيد منها البلاد مثلما استفادت على مدار العقود الخمسة المنصرمة، كانت خلالها كل موجة لارتفاع الأسعار هبة من السماء وفرصة مالية حقيقية تغيب عنها المرة بعد الأخرى الرؤية الاستراتيجية خلال الفترات الذهبية، ولامست 700 مليون دولار (683,75 مليون دولار) بين 1999 و2013.

مرت فترات الطفرة والإيرادات القياسية النفطية كنسمة صيف عابرة دون أن تتحول إلى فرصة لإنهاء نصف قرن من الاعتماد المفرط على الريع النفطي المتقلب للمرور الى تنويع الاقتصاد وبناء قاعدة انتاجية بديلة. هذا الفشل في بناء اقتصاد إنتاجي، عمق تبعية الجزائر للتقلبات الخارجية كما جعل كل تراجع في أسعار النفط يمثل صدمة تهدد التوازنات المالية والاجتماعية، تماما كحال التبعية الطاقية والاعتماد الهائل على الاستيراد من الخارج.

ضغوط مزدوجة في تونس والمغرب

تدور رحى الحرب منذ منتصف شهر يونيو/حزيران الجاري في واحدة من أكثر مناطق العالم تأثيرا على مستوى الطاقة والتجارة الدولية، مما يعني تحديين إثنين لاقتصاد العالم، بما في ذلك منطقة المغرب العربي، الأول ارتفاع أسعار النفط والغاز، والثاني أمن الامدادات.

وضع المغرب في موازنته لعام 2025 فرضية سعر مرجعي لبرميل النفط بـ 66,9 دولارا. وفي حال توسعت مشاركة الولايات المتحدة في الحرب، وأقفل مضيق هرمز، يرجح ان يتجاوز سعر البرميل 100 دولار

 تعتمد تونس والمغرب وموريتانيا بشكل كبير على واردات الطاقة. وتمثل أية تقلبات في أسواق الطاقة وانفلات الأسعار تحديا ماليا وسياسيا واجتماعيا حقيقيا لسلطات هذه الدول التي تتحرك ضمن هوامش تمويلية محدودة في ظل تعثر مشاريع استراتيجية لتقليص التبعية الطاقية التي تقارب الـ100 في المئة للمملكة المغربية مثلا.

بحسب المعطيات الرسمية، تستورد المملكة المغربية 96 في المئة من احتياجاتها من الطاقة، أي أن فاتورة الطاقة تشكل ثقلا ماليا وازنا على موازناتها. وتشير بيانات منصة "الطاقة المتخصصة"، وهي منظمة غير حكومية مقرها واشنطن، إلى أن واردات المغرب من الطاقة بلغت 12,4 مليار دولار (114,04 مليار درهم) عام 2024، مقارنة بـ 13,3 مليار دولار (122 مليار درهم) سنة 2023. 

وبلغت قيمة واردات المغرب من الطاقة 16,7 مليار دولار عام 2022، وهو رقم قياسي يعكس الآثار الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية التي تسببت في زيادة مهولة بنسبة 102 في المئة في فاتورة الوارادات الطاقية، مقارنة بـ75,8 مليار درهم عام 2021.

ووفق وكالة "رويترز"، شهدت أسعار النفط زيادات بين 4 و7 في المئة منذ انطلاق الحرب، مما رفع سعر خام برنت إلى نحو 76 و79 دولارا. وتأرجحت أسعار النفط وفق "منصة الطاقة" في تقرير بتاريخ 19 يونيو/حزيران 2025 مع بداية المواجهات العسكرية في الشرق الأوسط، إذ قفزت إلى أعلى مستوياتها منذ 5 أشهر لتبلغ نحو 74 دولارا للبرميل ثم انخفضت بشكل طفيف إلى 73 دولارا قبل ان تعاود الارتفاع إلى 77 دولارا. لكن هذا الارتفاع، وإن كانت نسبته محدودة وبنسق يكاد يكون خافتا، يكفي لإعادة خلط الأوراق والتسبب في انخرام التوازنات المالية لبلد مستورد للطاقة مثل المغرب، وبدرجة أقل تونس وموريتانيا. فقد حذر صندوق النقد الدولي في تقريره الصادر في شهر أبريل/نيسان 2025 من أخطار تهدد استقرار الاقتصاد المغربي، منها الصدمات الخارجية وارتفاع أسعار النفط.

للتذكير، وضع المغرب في موازنته لعام 2025 فرضية سعر مرجعي لبرميل النفط بـ 66,9 دولارا، في وقت تشير فيه التوقعات الى إمكان أن تتجاوز أسعار النفط، عتبة الـ100 دولار، مع مشاركة الولايات المتحدة في الحرب واذا طالت مدتها، وأقفل مضيق هرمز.

تونس في قلب العاصفة الاقتصادية أيضا، وتتوجس من أن تضرب تطورات الشرق الأوسط قطاع السياحة الحيوي بعد أن حقق انتعاشة في الموسم السياحي المنصرم بتجاوز عتبة 10 ملايين سائح

كما يسلط التقرير الضوء على تبعات أخرى ناتجة من ارتفاع أسعار النفط تتضمن تراجع مخزون العملات الأجنبية، وانزلاق قيمة الدرهم وصعوبات تمويل الاستثمارات وارتفاع الحاجة للاقتراض الخارجي لسد الفجوة الناجمة عن العجز في الموازنة المغربية بارتفاع استيراد الطاقة وتكلفة الدعم الحكومي (خاصة غاز اليونان)، وارتفاع كبير في الأسعار سيشمل المواد الغذائية والنقل والخدمات.

تونس بين الفرص والتحديات

لا يختلف الحال في تونس ولا في موريتانيا، وتبدو نواكشوط في وضع أفضل من تونس وحتى من المغرب، وهي التي تسارع الخطى للتموضع على خريطة الطاقة بفضل اكتشافات مهمة دخلت حيز الاستغلال، على غرار حقل "السلحفاة الكبرى احميم" المشترك مع السنغال، الذي يتوقع بدء تصدير إنتاجه الكامل خلال النصف الثاني من 2025، مما يجعله حجر الزاوية في مشروع تحويل موريتانيا إلى مصدر رئيس للغاز الطبيعي المسال.

Shutterstock
ساحة القصبة في العاصمة تونس، 2 نوفمبر 2024

قد تحد التوترات الجيوسياسية من طموح نواكشوط في التموضع الطاقي كرائدة في محيطها، خاصة في مشاريع الطاقات النظيفة، بل وقد تضعها على المحك. وتقدر مشاريع موريتانيا في الهيدروجين الأخضر بـ 100 مليار دولار بحسب صحف محلية، وقد تتسبب التطورات الأخيرة في تراجع شهية المستثمرين.

من جهتها، ستكون تونس في قلب العاصفة أيضا، وتتوجس من أخطار أن تضرب تطورات الشرق الأوسط قطاع السياحة الحيوي بعد أن حقق انتعاشة في الموسم السياحي المنصرم بتجاوز عتبة 10 ملايين سائح. وتقاسم المغرب المخاوف نفسها لجارته تونس، وهما اللذان يتنافسان على علامة "الوجهة الأفضل". وقد حقق المغرب رقما قياسيا العام المنصرم باستقبال 17,4 مليون سائح وسط توقعات بموسم استثنائي هذا العام.

ستضطر مختلف الدول المغاربية إلى زيادة الإنفاق على الدعم الحكومي، الذي سيكون تحت وصاية صندوق النقد الدولي بالنسبة إلى دولتي المغرب وموريتانيا الملزمتين بالاتفاق معه بحزمة إصلاحات

تستورد تونس أكثر من 54 في المئة من حاجاتها من الطاقة، كما تستورد بحسب وزارة المالية، الغاز الجزائري لتأمين 52 في المئة من الاستهلاك المحلي.

بلا شك، سيشكل استمرار ارتفاع أسعار النفط والغاز عبئا ثقيلا على موازنتها التي من المتوقع، بحسب بيانات وزارة المالية، أن تسجل عجزا بـ7,2 في المئة في السنة الجارية. وأعدّت تونس موازنة 2025 على أساس سعر برميل نفط بـ77,4 دولارا، أي أنها حاليا على أعتاب أسعار السوق. ولولا الحرب، لكانت خزينة الدولة التونسية قد استفادت بشكل كبير من تراجع الأسعار، وفق أستاذ الاقتصاد رضا الشكندالي، الذي قال إن هذا التراجع كان سيمكنها من توفير 1,5 مليار دينار (500 مليون دولار).  

وخصصت في موازنة 2025 نحو 8 مليارات دينار (2,7 مليار دولار)  لدعم المحروقات الذي يمثل وحده الحصة الكبرى من نفقات الدعم بـ61,3 في المئة.

Shutterstock
منطقة سوسة السياحية في تونس، 26 يونيو 2016

وستضطر مختلف الدول المغاربية إلى زيادة الإنفاق على الدعم الحكومي، الذي سيكون تحت وصاية صندوق النقد الدولي بالنسبة إلى دولتي المغرب وموريتانيا الملزمتين بالاتفاق مع المؤسسة المالية، بحزمة إصلاحات، خاصة تلك المتعلقة بالدعم. والجدير بالذكر أن تونس وليبيا والجزائر، خارجة عن دائرة ضغط صندوق النقد في غياب أي اتفاقيات تمويلية.

هل يعود التضخم بسبب الحرب؟

تواجه اقتصادات المغرب وموريتانيا وتونس تحديات ارتفاع تكلفة الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار النفط، وهو ما سينجم عنه ارتفاع الأسعار التي شهدت أصلا منذ صدمتي "كوفيد-19" والحرب الروسية الأوكرانية، منحى تصاعديا جنونيا أثر بشكل عميق على القدرة الشرائية للمواطنين.

رويترز
أعلام إيرانية وتبدو من خلفها النيران والدخان في منشأة نفطية في طهران، قصفتها الطائرات الإسرائيلية، 15 يونيو 2025

وقد تجد هذه الدول نفسها، إن تواصلت الحرب، أمام موجة تضخم جديدة ستفرض تشديد السياسيات النقدية مجددا عبر رفع نسب الفائدة المديرية، على غرار ما حدث خلال الحرب الروسية الأوكرانية، وهو إجراء يهدف مثلما بررته المصارف المركزية، لاحتواء التضخم وحماية العملة المحلية من الانزلاق وفقدان قيمتها أمام العملات الأجنبية.

في هذا السياق تشير تقارير محلية إلى أن الدول المستوردة للطاقة على غرار المغرب وتونس وموريتانيا، تواجه تداعيات اضطراب الإمدادات الدولية وسلال التوريد. وقد يفضي ارتفاع أسعار الطاقة والنقل والسلع الأساس إلى زيادة تكلفة الإنتاج. في المقابل، لن تكون ليبيا والجزائر أفضل حالا على جميع المستويات، إذ انهما تواجهان من جهتيهما أخطارا تضخمية داخلية.

font change

مقالات ذات صلة